فلذلك يقول شيخ الإسلام: (فإنه قد ثبت بأدلة الكتاب والسنة أن أفضل الأمة أهل بدر ، ثم أهل بيعة الرضوان، والعشرة مفضلون على غيرهم، والخلفاء الأربعة أفضل الأمة) فكوننا نفضل الفقراء الذين يأتون في آخر الزمان في أيام الجنيد مثلاً أو النوري وغيرهما على عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه، وهو من العشرة؛ لأنه كان له مال وهذا الفقير ليس له مال؛ هذا لا يمكن أن يتفق مع ما هو مقرر في الشريعة، وما هو معلوم بالبداهة وبالاضطرار من أن أفضل هذه الأمة هم الخلفاء الأربعة، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر ، ثم أهل بيعة الرضوان، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه من العشرة، فيكون في أعلى الدرجات، فهؤلاء العشرة هم أول وأفضل هذه الأمة، والمبشرون بالجنة، فهل يعقل أن يدخل هؤلاء الفقراء من الصوفية الجنة على كيفية أفضل من كيفيته؟ وأن يكونوا في الجنة أعلى منه؛ لأنهم فقراء، ولو صبروا على الفقر؟! لا يمكن ذلك.
فهذا دليل على بطلان ما يحتجون به في هذا، فحتى لو كانوا من فقراء المهاجرين فـعبد الرحمن بن عوف أفضل منهم؛ ما لم يكن أحدهم من الخلفاء الأربعة.